الذكاء العاطفي عند المرأة - An Overview
الذكاء العاطفي عند المرأة - An Overview
Blog Article
الأشخاص الناجحون يهدفون إلى تعلُّم أشياء جديدة على الدوام؛ فهم يدركون أنَّ التعلُّم رحلة لا تنتهي، وأنَّه يساعد على انفتاح العقل وزيادة المعرفة وتعزيز القدرة على التفكير بعقلانية وموضوعية.
حينما يُسيء الطفل التصرف مثل كثير من الأطفال في مرحلة ما، فإنَّ أسوأ استجابة للأبوين هي إخباره بخطئه؛ لأنَّ الطفل سيرفض الإصغاء إليهما مهما قالا، أمَّا الاستجابة القائمة على الذكاء العاطفي، فهي السماح له بارتكاب الأخطاء والتعلم منها، كما يمكن أن يقول الآباء جملاً مثل: "لا أسمح بأن يتحدث معي أي شخص بهذه الطريقة"، أو يحاولوا إثارة تعاطف أطفالهم حينما يتصرف أطفال آخرون بتسلُّط، ويسألونهم عن شعور الأطفال الذين يتلقون هذه الإساءة.
فالمرأة الذكية عاطفياً بقدرتها على تفهُّم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم وتقديم الدعم لهم، ستكون قادرةً تحسين نمط وأسلوب الحياة ليس لها فقط؛ بل لجميع المحيطين بها.
يعلم الإنسان الذكي عاطفياً أنَّه المتحكم بمشاعره، فلا يتركها تلعب به كما تشاء، ففي حال كانت لديه مشاعر من الخوف الشديدة؛ يتعامل معها بحكمة بحيث لا تتنقل إلى اللاوعي؛ بل تبقى في مساحة الوعي والسيطرة، على سبيل المثال؛ في حال خوف شخص ما من المطبات الهوائية التي تحدث في أثناء طيران الطائرة؛ فيستطيع نقل تركيزه إلى تلك المرأة النائمة والتي لا تشعر بما يدور في محيطها، وعندها لن يسمح للخوف بالسيطرة عليه.
على سبيل المثال: في حال غضب الأب الشديد من ولده بعد تحطيمه لكأس الماء؛ عليه أن يحلل الموقف بعد انقضائه من خلال إجراء السيناريو التالي: "في لحظة إدارك الأب مشهد تحطيم كوب الماء؛ بنى تصوراً ذهنياً قائماً على فكرة مفادها "ابني مهمل، وغبي"، الأمر الذي حرَّك المشاعر السلبية في قلبه فاستشاط غضباً نتيجة لذلك، ومن ثمَّ تولَّدت لديه الرغبة للقيام بسلوك سلبي وهو ضرب الطفل مثلاً، سيغدو الأمر مختلفاً في حال بناء تصوُّر مختلف للموقف، كأن يفسر الأب الحدث بأنَّ ولده صغير ولا يمتلك بعد مهارة التركيز الصحيح.
إن الفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي هو أن الذكاء العاطفي فن إدارة المشاعر، وهو الأداة الأكثر فاعلية وطلباً في أيامنا هذه؛ ويعني قدرتك على التعامل السليم مع ذاتك ومشاعرك ومكنوناتك وصولاً إلى بناء علاقات ناجحة مع المجتمع المحيط بك. إذ يبدأ الذكاء العاطفي من داخل الإنسان وينتهي بالمجموعة، ويفهم بعض الأشخاص الذكاء العاطفي على أنَّه التعامل اللطيف والسهل جداً مع الآخرين، وتفضيل مصلحتهم على المصلحة الشخصية للإنسان، في حين أنَّ الذكاء العاطفي أبعد ما يكون عن الضعف؛ بل هو القدرة على إدارة المشاعر بحيث تستخدمها في وقتها الصحيح، ففي بعض الأحيان عليك أن تستخدم القليل من الغضب مع الناس لكي تساعدهم على الاستيقاظ من سباتهم النفسي، وعليك في أحيان أخرى استخدام الرقة واللين معهم لكي تشجعهم على القيام بأمر ما.
تسيطر المشاعر على كل قراراتنا وحياتنا، فالمحصلة النهائية لقيامك بأي أمر هو الرغبة في الوصول إلى مشاعر إيجابية مفعمة بالطاقة والحيوية، ولكن كيف سيبدو شكل حياتنا إن كنَّا مجرد مشاهدين غرباء لمشاعرنا دون امتلاك أدنى إدارة لها، أو أقل درجة من التحكم فيها؟ كيف سيكون شكل حياتك إن استسلمت لمشاعر الحزن والاضطراب والضيق التي تنهش روحك ولم تقُم بفعل أي شيء من أجل إيقاف نزيف المشاعر الحاد ذلك؟ سنتحدث في هذه المقالة عن الذكاء العاطفي والاجتماعي.
يمكن الحفاظ على التوازن في المنزل حتى عندما تؤثر مرحلة المراهقة تأثيراً كبيراً في حياة العائلة ما دام الأبوان رسَّخا علاقتهما العاطفية مع أطفالهما طوال سنوات نشأتهم، إذ إنَّ الاحترام المتبادل، وتقبُّل التغيرات الحتمية التي تمرُّ بها كل عائلة برضى، والحفاظ على روح الدعابة، جميعها عوامل تؤثر تأثيراً عميقاً في تجنُّب أية هوة بين الآباء والأبناء.
ثانياً، إدارة العلاقات الاجتماعية: ويعني القدرة على وعي عواطفك تجاه الآخرين، وتوجيهها بشكل صحيح عند التعامل مع من هم في نفس البيئة الاجتماعية.
الذكاء العاطفي ليس قدرة تمتلكها امرأة دون أخرى؛ بل هو ميزة خصَّها الله سبحانه وتعالى للنساء جميعاً، لكنَّ الفرق في أنَّ بعض النساء لم يتمكَّنَّ من استثمار هذه القدرة وتنميتها، في حين تمكَّنت نساء أخريات من ذلك؛ وهذا كما رأينا - من خلال ما ذُكِر في هذا المقال - قد انعكس انعكاساً إيجابياً على حياتها من كل النواحي، سواء في الزواج أم العمل أم حتى مع أطفالها.
يعلم الشخص الذكي عاطفياًً أنَّ مهارة الذكاء الاجتماعي عبارة عن مهارة مكتسبة، فيعمل على تدريب اضغط هنا نفسه عليها، من خلال التأمل في سلوكاته مع الآخرين، وتحليلها لاستخلاص النقاط التي يجب العمل عليها للوصول إلى المستوى المطلوب.
فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على الإقناع، وهذا عنصر هام من عناصر النجاح في الحياة العامة والمهنية والزوجية والاجتماعية.
تُظهر دراسات عدة أنَّ المرأة التي تتمتع بالذكاء العاطفي تكون أكثر قدرة على رصد مشاعر وسلوكات الآخرين وتفسيرها، مع مراعاة مشاعرهم وإظهار التعاطف لهم ومسامحتهم وإظهار تلك المشاعر من خلال إيماءات الوجه في الوقت المناسب، كما تكون قادرة على ضبط انفعالاتها، وتحمُّل ضغوطات الحياة المختلفة، وإظهار الطاقة الإيجابية في مختلف المواقف، وبناء علاقات ناجحة ومثمرة مع المحيط، وتحمُّل المسؤولية تجاه ذاتها وتجاه الآخرين.
أي القدرة على استعمال المشاعر في مكان العمل؛ ويكون ذلك من خلال: مساعدة الزملاء على إنجاز مهامهم، والتدريب على مهارات جديدة لتطوير العمل، وتحمُّل أعباء العمل وضغوطاته، وإنهاء حالات الصراع داخل العمل.